منوعات

الحنين والأنين

بقلم أم عبدالوهاب

الحنين والأنين
بقلم أم عبدالوهاب
الأشواقُ حبلى بوجعها،
تفيض أنينًا،
تريد أن تدلقه على مشارف اللحظة.

تميلُ في دروب البعاد،
بين رؤيا تتلألأ،
وحقيقةٍ تواربُ أبوابها.

تمدُّ يدها لقطرات الندى،
تطلب من الضوء طريقًا
إلى أفقٍ لا ينطفئ.

لكن الحسرة،
كالظلّ،
تلاحق ارتداد الخطى.

الماضي بجحافله لا ينطفئ،
وصور فرسانه،
تتكدّس في مشاهد الذاكرة.
ما مضى… مضى،
وما سيأتي… سيأتي،
يجرُّ وراءه صهيلًا جديدًا
ونداءاتٍ أخرى.

تبقى الصور،
ذخيرة الروح،
لوعة تختلط بدمعة،
طَعمُها علقم
يستقرّ في الحلق.

نجلس على شاطئ الذكريات،
ننتظر موجًا
يعيد كنزًا اختطفته الأيام،
وخزنه القدر في أعماقه.

يطول الانتظار،
تمضي السنوات،
ونفهم أخيرًا:
من مضى… لن يعود.

إشراق العودة؟
هو من استحالة المحال.

نلملم الصفحات،
نمضي مثقلين،
دمع العيون متجمّد،
لا ينزل… لا ينقشع،
يبقى تحت عتمة الوجع.

هكذا يكون الختام:
محفل الذكريات،
خيال السرحان،
أحلام يقظة
تعدُ بفجر قادم،
لكنه لا يجيء.
في أخاديد الذاكرة

لقد مضت…
رحلت إلى الأبد.
لها الرحمة،
ولنا الصبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى