منوعات

تركيا تجدد تضامنها مع غزة من قلب القاهرة: فعالية إنسانية ورسائل سياسية حازمة من السفير شن

تركيا تجدد تضامنها مع غزة من قلب القاهرة: فعالية إنسانية ورسائل سياسية حازمة من السفير شن

 

 

 

 

القاهرة – رندة نبيل رفعت

في مشهد إنساني مؤثر وموقف سياسي ثابت، جمعت السفارة التركية في القاهرة أكثر من 400 عائلة فلسطينية ومصرية في فعالية تضامنية استضافها السفير التركي لدى مصر، صالح موطلو شن، بمقر إقامته، لتؤكد أن الدعم التركي للقضية الفلسطينية لا يعرف حدودًا زمنية أو جغرافية، وأن أنقرة، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، ماضية في أداء دورها المحوري في دعم غزة وفلسطين.

 

الفعالية، التي نظمتها السفارة التركية بالتعاون مع هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات (IHH) التركية وجمعية الوفاء للتنمية المصرية، حظيت بمشاركة أكثر من 300 عائلة فلسطينية مقيمة في مصر، إلى جانب 100 عائلة مصرية من الأسر الأشد احتياجًا، وبحضور إعلامي لافت لأكثر من 100 صحفي مصري، لتصبح حدثًا رمزيًا يعكس عمق العلاقات الشعبية والإنسانية بين البلدين.

 

السفير شن، الذي حرص على مخاطبة الحضور بلغة التضامن والمواقف المبدئية، شدد في كلمته على أن تركيا لن تسمح بمحاولات تهجير سكان غزة قسرًا أو طوعًا، محذرًا من أن أي خطوة في هذا الاتجاه تمثل تمهيدًا لمخطط أوسع لطرد الفلسطينيين من أراضيهم التاريخية. وقال بوضوح: “تركيا ومصر والعالم الإسلامي لن يقبلوا بتحويل غزة إلى منطقة غير صالحة للعيش، ولن يفتحوا الباب لأي خطة ترحيل مقنعة أو قسرية.”

 

وأشار السفير إلى أن تركيا، بالتنسيق مع السلطات المصرية، تستمر في إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة، موضحًا أن 180 شاحنة محملة بالمساعدات التركية دخلت بالفعل عبر العريش، مع إمكانية استئناف الشحنات البحرية قريبًا. كما لفت إلى الدور النشط للهلال الأحمر التركي وهيئة إدارة الكوارث والطوارئ (AFAD) في هذا الصدد.

 

وفي إطار الدعم المتواصل للفلسطينيين المقيمين في مصر، كشف السفير شن عن مساهمة تركيا في تسديد الرسوم الجامعية لعشرة آلاف طالب فلسطيني في الجامعات المصرية، وعن استمرار تقديم المساعدات النقدية والعينية، فضلًا عن ذبح الأضاحي في مصر خلال عيد الأضحى بمساهمات المتبرعين الأتراك.

 

وأكد السفير أن جميع هذه الأنشطة تتم بتوجيه مباشر من الرئيس أردوغان، وبتعبير صادق عن مشاعر الشعب التركي تجاه القضية الفلسطينية، موضحًا أن بلاده تتبنى موقفًا واضحًا وثابتًا في دعم غزة، لا يتأثر بالضغوط أو الحسابات السياسية العابرة.

 

واعتبر شن أن الاعتراف الأخير من فرنسا والمملكة المتحدة بدولة فلسطين يمثل تطورًا تاريخيًا، داعيًا إلى مواصلة الزخم السياسي والدبلوماسي في هذا الاتجاه، بالتوازي مع استمرار مفاوضات وقف إطلاق النار التي تلعب فيها تركيا دورًا بناءً إلى جانب مصر وقطر والولايات المتحدة.

 

في ختام كلمته، دعا السفير سكان غزة المقيمين في مصر إلى التمسك بالأمل في العودة، وعدم نسيان قضيتهم، مؤكدًا أن تركيا ستظل حاضرة بجانبهم، تقدم العون وتشارك الألم والأمل.

 

 

 

فعالية تضامنية بروح إنسانية… وموقف سياسي ثابت يعيد التأكيد على أن تركيا لا تدعم فلسطين فقط بالكلمات، بل بالفعل، وبإرادة دولة وشعب، وبشراكة وثيقة مع مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى