جماليات الفن التأثيري تتألق في بيت السيد عبدالله عباس الشربتلي الثقافي بجدة التاريخية

جماليات الفن التأثيري تتألق في بيت السيد عبدالله عباس الشربتلي الثقافي بجدة التاريخية
جدة التاريخية – ماهر عبدالوهاب
اختُتمت ورشة “جماليات الفن التأثيري”، التي أقيمت في بيت السيد محمد عبدالله الشربتلي الثقافي بالمنطقة التاريخية في مدينة جدة (البلد)، بالتعاون مع وزارة الثقافة، وتحت إشراف السيد سيف الله محمد عبدالله الشربتلي.
استمرت الورشة على مدار يومين، وقدّمتها الفنانة التشكيلية الدولية ميساء مصطفى، وسط تفاعل لافت من المشاركين.
وفي هذا السياق، تحدثت الفنانة ميساء مصطفى، المشرفة على الورشة، مؤكدة أن الورشة تدعم رعاية الموهوبين وتُبرز جماليات الفن التأثيري بجميع مدارسه واتجاهاته.
وقالت:”الفن التأثيري هو الفن الأعمق، لأنه اكتشاف للذات وتفريغ للطاقات المكبوتة والمشاعر اللاواعية لكل من يمارس هذا الفن ويتعمق في أبعاده المختلفة. كما أنه أثر الفنان الذي يبقى إلى الأبد، بأثر فرشته ولونه وإحساسه الذي لا يتكرر.”
وأضافت:”أطمح أن أكون أساسًا لكل من يريد أن يتعلم أصول وأساسيات المدارس التشكيلية بأنواعها، وأن أنقل علمًا تعلمته من كبار الفنانين في المملكة ومصر والمغرب، وهذه هي رسالتي: أن أُنقل ما تعلمته منذ بداياتي، لأُنشئ به عقولًا تعي الفن لونًا وحسًا وعلمًا وشعورًا وتميّزًا.”
وتابعت:”سيكون هناك نخبة من الفنانين والفنانات الحاضرين والمشاركين المهتمين بتطوير ذاتهم ونظرتهم الخاصة بالفن التأثيري، وسعيدة جدًا بإقامة هذه الورشة الفنية في بيت السيد عبدالله عباس الشربتلي، أحد أهم وأقدم وأجمل البيوت العريقة في جدة التاريخية، لعمل ورش في مختلف المجالات.
وأطمح لتكرار هذه التجربة وإعطاء ما أوتيت من علم فني وتشكيل وثقافي من خلال هذا المكان العريق، الذي ينبض بالتجدد ويحتضن المؤثرين لتبادل فني وثقافي وتراثي وحضاري عبر الأجيال.”
كما وجّهت الشكر للأستاذ أحمد الشاوش، مدير بيت الشربتلي، على جهوده في دعم هذا الحدث.
وأكدت ميساء مصطفى أن الورشة التشكيلية والفنية تُعد في نظرها أهم ملتقى وانطلاقة لكل من يشارك فيها، موضحة:”أولًا تجديد للمعلومات، وإضفاء معرفة جديدة، والاستفادة من خبرات الآخرين، وتطوير الذات والحس، والأهم كسر الحواجز النفسية، مثل الرسم أمام الجمهور، وبث روح الجرأة في التعامل مع الألوان وتجديد الفكر، مما يساهم في تطوير المهارة التي سترافق الفنان بعد انتهاء الورشة.”
وأضافت:”التجربة تتيح أيضًا التعرف على أصدقاء جدد، والوصول إلى أماكن تُغذي الشغف الفني، لاكتشاف المواهب وصقل المهارات، لتصبح عطاءً دائمًا لا ينتهي.”
وقد خُصص اليوم الأول من الورشة لتعليم أساسيات الفن التأثيري، وجماليات استخدام الألوان الأساسية في رسم لوحات عالمية مثل أعمال الفنان كلود مونيه والفنان فان جوخ، مع التركيز على التأثيرات اللونية والاستمتاع بدمج اللون لخلق الظل والنور، وذلك على أنغام الموسيقار العالمي اليوناني ياني.
أما اليوم الثاني، فقد شهد تأسيس اللوحات برؤية تأثيرية وانطباعية، حيث قام المشاركون برسم بيت الشربتلي بأسلوب فني خاص، كما قدّم الفنان والموسيقار العالمي، عازف آلة التشيللو “لاديس”، عزفًا حيًا، رافقه تحدٍّ فني للمشاركين، تمثل في رسم العازف “لايف” بأسلوب تأثيري، خلال ساعة واحدة فقط، وسط تفاعل حماسي على وقع المقطوعات الموسيقية العالمية، في أجواء فنية غامرة احتضنها بيت الشربتلي الثقافي.