السوشيال ميديا والزراعة.. كيف أصبح أحمد السمالوسي قدوة لملايين الشباب على تيك توك ويوتيوب؟

السوشيال ميديا والزراعة.. كيف أصبح أحمد السمالوسي قدوة لملايين الشباب على تيك توك ويوتيوب؟
اختار الشاب المصري أحمد السمالوسي طريقًا مختلفًا تمامًا، في وقتٍ امتلأت فيه منصات التواصل الاجتماعي بالمحتوى الترفيهي، والمقاطع الخفيفة والسريعة، فقرر أن يملأ هذا الفضاء الرقمي بمحتوى نادر ومفيد، الزراعة وتربية الطيور والإنتاج الحيواني الطبيعي.
ورغم بساطة المجال، استطاع السمالوسي أن يجذب ملايين المتابعين من مصر والعالم العربي، حتى أصبح نموذجًا ملهمًا للشباب، وقدوةً لكل من يسعى لتقديم محتوى هادف يغير حياة الناس.
وبدايته كانت عفوية تمامًا، عندما نشر أول فيديو له على “تيك توك” وهو يزرع نبات الكزبرة في مصفاة بلاستيكية باستخدام المياه فقط، دون تربة. لم يكن يتخيل أن هذا الفيديو سيحقق مشاهدات بمئات الآلاف خلال أيام.
وتكررت التجربة، ومع كل فيديو جديد، كانت المتابعات تزداد، وبدأت الأسئلة تتوالى من المتابعين كيف نزرع مثل هذه النباتات؟ وهل يمكن تربية دجاج في البيت؟ وما هو العلف المناسب؟، وهكذا، تحوّل أحمد من مجرد هاوٍ يصور يومياته إلى صانع محتوى زراعي مؤثر يُتابعه الملايين.
وما يميز محتوى أحمد السمالوسي هو الأسلوب البسيط القريب من الناس، فهو لا يستخدم كلمات معقدة أو مصطلحات علمية، بل يتحدث بلهجة مفهومة، ويُظهر كل شيء كما هو، بدون تجميل أو خداع.
وتشمل فيديوهاته زراعة الخضروات والبذور بأساليب مبتكرة، وتربية الدواجن والبط والنعام والأرانب والحمام، وتسمين العجول والماعز بطريقة طبيعية، وشرح خطوات الإنتاج من البداية للنهاية، وتوثيق يومياته داخل المزرعة بكل تفاصيلها، وهذا المحتوى أصبح يُستخدم كمصدر تعليمي لطلاب الزراعة، ومُلهم لأسر تبحث عن مصدر غذاء نظيف، ومشجع للشباب الذي يرغب في البدء بمشروع صغير دون رأس مال كبير.
ونجاح أحمد السمالوسي الرقمي لا يمكن إنكاره، فالأرقام تتحدث بوضوح، 1.6 مليون متابع على تيك توك، و 1.5 مليون على فيسبوك، و500 ألف على إنستجرام، و 300 ألف مشترك على يوتيوب، فيديوهاته تحصد ملايين المشاهدات شهريًا، إلى جانب ذلك، نال درع اليوتيوب الفضي، وهو اعتراف رسمي من المنصة بجودة محتواه وانتشاره.
والتأثير الرقمي للسمالوسي لم يبقَ داخل الشاشة، بل تجاوزها ليصل إلى البيوت والأسواق والمزارع.
كثير من المتابعين بدأوا في إنشاء مشروعات منزلية صغيرة لتربية الطيور، والزراعة في الشرفات أو الأسطح، واستبدال المنتجات الصناعية بالأطعمة الطبيعية، والدخول في عالم الزراعة كمصدر دخل بعد فقدان وظائفهم.
وأصبح ما يقدمه أحمد مصدر أمل، وأداة تغيير حقيقية في حياة الآلاف، خاصة الشباب الباحثين عن مشروع مجدي بعيدًا عن الطرق التقليدية.
وبفضل أحمد السمالوسي ومن على شاكلته، تغيرت نظرة الجمهور إلى تيك توك وإنستجرام، فلم يعدا فقط منصتين للرقص والمقالب، بل تحولتا إلى منصات تعليمية توصل المعلومة بطريقة مرئية جذابة، واستخدم هذه المنصات كوسيلة لتغيير سلوك المستهلك، وتحفيز المنتج، وتوصيل المعرفة الزراعية إلى الناس في أبعد القرى والمدن، دون الحاجة إلى مدرسة أو جامعة.
والدروس المستفادة من تجربته الرقمية البساطة سر الوصول لا تحتاج إلى معدات ضخمة أو استوديوهات للتأثير، بل يكفيك الصدق والمعرفة، والمجال الهادف له جمهور فهناك ملايين الأشخاص يبحثون عن محتوى مفيد، فقط قدمه بطريقتك، والتكرار يولد الثقة فبنى السمالوسي قاعدة متابعين ضخمة من خلال الاستمرارية والالتزام، والواقعية أقوى من التنظير عرض التجارب الحقيقية أقنع الناس أكثر من أي كلام نظري.
وفي زمن تضج فيه السوشيال ميديا بالمحتوى الفارغ والمعلومات المضللة، أثبت أحمد السمالوسي أن المحتوى الجيد لا يزال له مكان، وأن الزراعة يمكن أن تكون حديث الساعة إذا عُرضت بالشكل الصحيح.
ولقد أصبح من أوائل “المؤثرين البيئيين الرقميين” في مصر والعالم العربي، وصار يُستشهد بمحتواه في البرامج والصحف، كما أصبحت مزرعته وجهة للمهتمين بالتعلم والتصوير والتوثيق.