حوار خاص مع الشاعر اليمني عبدالغفور عبدالله
اتهامات بالسرقة والسطو الأدبي تلاحق قصيدة "إذا ألقى الزمان"... فمن هو صاحبها الحقيقي؟

حوار خاص مع الشاعر اليمني عبدالغفور عبدالله
حاورته: سمية معاشي
اتهامات بالسرقة والسطو الأدبي تلاحق قصيدة “إذا ألقى الزمان”… فمن هو صاحبها الحقيقي؟
عندما يُنسب الشعر لمن لا يستحق: عبدالغفور عبدالله يتحدى الناشرين ويتحدث عن انتحال قصيدته
جدل محتدم حول ملكية قصيدة يمنية شهيرة
عبدالغفور عبدالله: القضاء سيسطر نهاية نزاع انتحال القصائد!
تظل حقوق الملكية الفكرية قضية شائكة تواجه الأدباء في العصر الرقمي، لا سيما مع تنامي انتشار منصات التواصل الاجتماعي التي فتحت الأبواب أمام ظاهرة انتحال الأعمال الأدبية ونسبها لغير أصحابها. وفي هذا السياق، فتح الشاعر اليمني عبدالغفور عبدالله قلبه في حوار خاص، كاشفاً كواليس الجدل المحتدم حول قصيدته الشهيرة “إذا ألقى الزمان” التي تعرّضت لسطو أدبي واسع، ورد على كل من نسبها لنفسه دون وجه حق.
في هذا اللقاء، يضع الشاعر الحقائق واضحة أمام الجمهور، مستعرضاً توثيق القصيدة وتاريخ نشرها، وموجهاً رسائل حاسمة لكل من يدّعي ملكيتها.
هل لك أن تؤكد لنا إن كانت هذه القصيدة من تأليفك بالفعل؟
“قصيدة إذا ألقى الزمان هي إحدى قصائدي الموثقة بديواني الشعري أنا والظل، والمسجل بدار الكتب بصنعاء تحت رقم إيداع (606-2021م). وقد نشرتها لأول مرة بتاريخ 24 نوفمبر 2017م، ولم تكن موجودة بأي شكل قبل هذا التاريخ، وهذا ما أتحدّى به الجميع”.
كيف تفسر أن عشرات الشعراء ينسبون هذه القصيدة لأنفسهم؟
“الكثيرون ادّعوا ملكية القصيدة واتهموني بالسرقة، لكنني كنت دائمًا أطالبهم بإثبات ذلك كما فعلت أنا، أو اللجوء إلى القضاء، وأنا على استعداد تام للمواجهة”.
هل نُشرت هذه القصيدة باسمك سابقًا؟ وأين؟
“نعم، وقد تحدّيت من يستطيع أن يثبت نشرها قبلي. وهذه هي النسخة الأصلية المنشورة بتاريخ 24 نوفمبر 2017 على صفحتي الرسمية”، (مع إرفاق رابط الفيسبوك).
هل سبق أن تعرّضت أعمالك الأدبية الأخرى لانتحال؟
“القصيدة الوحيدة التي تعرضت للسرقة، وإن كان في بعض الأحيان عن غير قصد، هي إذا ألقى الزمان. فقد نُسبت للشاعر إيليا أبو ماضي، وألقاها الفنان كاظم الساهر عام 2020م ثم نسبها لي بعد التأكد من حقي. وكذلك أخطأ الإعلامي مصطفى الآغا والفنانة يسرى محنوش، لكنهما قدما اعتذارهما لاحقًا”.
هل توجد أدلة مادية على ملكيتك للقصيدة؟
“نعم، القصيدة موثقة في ديواني أنا والظل، كما نشرتها إلكترونيًا بتاريخ معروف، وكل هذه الأدلة متاحة”.
ما رأيك في تكرار حالات انتحال القصائد على مواقع التواصل؟
“للأسف، الناس تصدق كل ما يُنشر دون تحقق. وعلى الشعراء أن يسارعوا بتوثيق أعمالهم لحمايتها من السرقة”.
هل ستتخذ إجراءات قانونية؟
“بكل تأكيد، سألجأ إلى القضاء إذا استمر أي شخص في السطو على قصائدي”.
ما هي رسالتك للجمهور؟
“أدعو الجمهور للتحقق من المصادر والأدلة، وألا ينجرف خلف العواطف أو الأسماء دون براهين واضحة”.
القصيدة المثيرة للجدل: إذا ألقى الزمان
إذا ألقى الزمان عليك شرا
وصار العيش في دنياك مرا
فلا تجزع لحالك بل تذكر
كم أمضيت في الخيرات عمرا
وإن ضاقت عليك الأرض يوماً
وبتّ تئنّ من دنياك قهرا
فربّ الكون ما أبكاك إلا
لتعلم أن بعد العسر يسرا
وإن جار الزمان عليك فاصبر
وسل مولاك توفيقاً وأجرا
لعلّ الله أن يجزيك خيرا
ويملأ قلبك المكسور صبرا
وإن شنّ البغاة عليك حرباً
وأجروا من دم الأحرار نهرا
فلا تحزن، فربك ذو انتقامٍ
سيصنع من دم الأبطال نصرا
وإن فرض الطغاة عليك ذلاً
فلا تخضع وعش دنياك حرا
وقل يا نفس لي ربٌّ كريمٌ
سيسلخ من ظلام الليل فجرا
وإن جار الصديق عليك ظلماً
وقابلك الوفا بعداً وهجرا
فلا تحزن عليه وعش عزيزا
فقد كنت الوفي وكفاك فخرا
وإن صفت الحياة عليك فاحذر
فربّ بليةٍ تأتيك غدرا
فكم من مترفٍ بالمال فيها
فأصبح يرتدي ذلاً وفقرا
وكم في الناس ذا ملك عظيمٍ
وقد ملك الدنا براً وبحرا
فبعد العز وافته المنايا
وأدخل في ظلام الليل قبرا
هي الدنيا، فلا تركن إليها
ولا تجعل لها في القلب قدرا
ومدّ يديك للرحمن دوماً
فربك لن يرد يديك صفرا